صناعة السفن قديمًا
حول العالم يمكن إجمال أهم المناطق في العالم، التي صنعت السفن قديمًا، هي كالآتي :
صنع المصريون القدماء السّفن بأشكال بدائيّة لعبور نهر النيل والصّيد، فكان الجيل الأول من هذه السّفن على شكل عوامة من سيقان القصب، وبحلول عام 4000 ق.م، صنعوا السّفن التي تتحرك بدفع المجاديف، وبعد ألف سنة تقريبًا صنعوا السفن الشراعية، واستطاعوا استخدام طاقة الرّياح في ذلك، ثم طوّروها مستخدمين الخشب السميك، لتأخذ السفن حجمًا أكبر، وتتسع لخمسين راكبًا. أضاف العمانيون تغيّرات جذرية في صناعة السفن، بسبب اتصالهم بالبرتغالين فترةَ غزوهم للعديد من دول العالم، فاستخدموا المسامير الحديدية في مؤخرة السفن، لتصبح على الشكل المربع العريض. تمكن الإغريق والفينيقيون من صناعة سفن شحن عريضة، إذ استطاعوا تجهيز السفن للدخول في أعماق البحار، ففي القرن السادس ق.م، بنوا سفينةً تحمل الشراع لتوجية السفينة، ومن ثم طوّرا نظام الأشرعة ليصبح عددها أربعة تتوزع في جوانب السفن، فقد وصل طول أكبر سفينة عندهم إلى 30 م، وتحمل من 90-180 طنًا متريًا من البضائع.
أصبح الرّومانيون هم من يحكمون منطقة البحر الأبيض المتوسط، فترة القرن الثاني ق.م، واستخدموا نفس تقنيات السفن الإغريقية، ولكنّهم بنوا أكبر أسطول تجاري في التاريخ القديم، فصنعوا السفن التجارية التي ووصل طولها لـ 55م، وعرضها 14م، ولديها القدرة على حمل 900 طن متري من البضائع، كما وصنعوا السفن لحمل الركاب، وقسموها لكبينات مخصّصة للشّخصيات الهامة، وبقية السفينة مخصصة للعامة على شكل ملاجئ صغيرة مخصصة لنومهم. أجاد شعب الفايْكِنج وهم سكان المناطق الاسكندنافية، التي تشمل الدول الاسكندنافية (السويد والدنمارك والنرويج وآيسلندا)، في الإبحار بسفن وُصفت بالفخمة، عبروا فيها المحيط الأطلسي وصولاً أمريكا الشّمالية، كما أنّ زعماءَ هذه الحضارة التي امتدت من القرن الثامن للقرن الحادي عشر ميلادي، قاموا بصنعن السفن ليدفنوا فيها، فبنوا السفن في القرن العاشر الميلادي، بطول 24م، وعرض 5 أمتار، وما يميّز هذه الصّناعة للسفن، هو استخدام الألواح الخشبية المركبة، أي الأخشاب التي تُبنى فوق بعضها البعض، بشراع يرتفع 12م، وعلى جانبيها 16 مجدافًا، وقد تصل إلى 30 مجدافًا.
كيفية صناعة السفن قديمًا
لفهم طريقة صناعة السفن قديمًا سنسلط الضوء على طريقة صناعتها عند العرب، لا سيما الطريقة العُمانية، إذ تعدُّ من أكثر مناطق الخليج العربي تميزًا في هذه الصّناعة، وقد اُشتهرت بمسميات متعارف عليها أهمها (البغلة، الغنجة، البوم، السنبوق، والجلبوت، وابو بوز، والبتيل، والهوري، والبدن)، فقد استخدموا طريقةً تعتمد هذه على ضمّ الألواح الخشبية بجانب بعضها البعض، وتُثقب يدويًا بوسيلة قديمة، لتدخل فيها الحبال المصنوعة من ألياف جوز الهند لشدّها وتثبيتها، ولمنع تسرب المياة من خلال هذه الثقوب، كانوا يغلفوها بالقطن الخام المخلوط بزيت السمك أو زيت جوز الهند، هذه الطريقة في صناعة السفن، أشاد بها بعض الجغرافيين العرب، كالأدريسي، وابن جبير، وأكّدوا أنّها آمنةٌ ومرنةٌ في حال اصطدامها بأيّ مادة صلبة أثناء الإبحار، وبطريقة مشابهة كانوا يصنعون سفنًا، ولكن بطريقة المسامير لتثبيت الخشب، وبخصوص نوعية الأخشاب المستخدمة في صناعة هذه السفن، فهي أخشاب كانوا يجلبوها من الهند تُسمى الساج أو البنطيق، أو أخشاب محلية من خشب القرط، أو السدر، أو السمر، أما الأدوات التي كانوا يستخدمونها، فهي أدوات بسيطة، أهمها المطرقة، ومثقاب يدوي، والقوس، والأزميل.
ليست هناك تعليقات